هل “فشلت” شركة تسلا على نحو غير متوقع؟

2024-05-05T17:40:34+03:00
2024-05-05T17:40:39+03:00
منوعات
saleem1005 مايو 2024آخر تحديث : منذ أسبوعين
هل “فشلت” شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
رابط مختصر

في وقت ما، بدا أن شركة “تسلا” لا يمكن أن ترتكب أي خطأ.

فخلال ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، تحوّلت الشركة من شركة تكنولوجية ناشئة إلى شركة ضخمة لتصنيع السيارات، واستثمرت المليارات في أعمالها في مجال الطاقة النظيفة، وشهدت قيمتها السوقية ارتفاعاً كبيراً.

لكن الشركة تعاني الآن من تراجع مبيعات سياراتها، والمنافسة الشديدة من العلامات التجارية الصينية، فضلاً عن المشاكل التي تواجهها سيارة “سايبر تراك” التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.

وقد أثر انخفاض المبيعات على إيرادات تسلا وأضرّ بأرباحها. وانخفض سعر سهمها بأكثر من الربع منذ بداية العام الحالي.

لقد خفضت الشركة أسعارها في الأسواق الرئيسية، وهي بصدد تسريح حوالي 14 ألف موظف – أي 10 في المئة من قوتها العاملة على مستوى العالم. ومن بين المتأثرين كبار المسؤولين التنفيذيين وكامل الفريق المسؤول عن شبكة الشحن الفائق التي تحظى بإعجاب كبير.

فهل كل هذا مجرد عثرة في الطريق، أم أن شركة تسلا فشلت على نحو غير متوقع؟

أوضح إيلون ماسك لجمهور تمت دعوته خصيصاً إلى مصنع تسلا في كاليفورنيا في يونيو/حزيران عام 2012 قائلاً: “الأمر يتعلق بكسر تعويذة”.

وأضاف: “لقد كان العالم يتوهم أن السيارات الكهربائية لا يمكن أن تكون بنفس جودة السيارات التي تعمل بالبنزين”.

حديث ماسك جاء خلال حفل إطلاق سيارة تسلا موديل “إس”، وهي سيارة أصرّ على أنها ستحطم هذا الوهم، ولم يكن وعده فارغاً.

وفي ذلك الوقت، كانت السيارات الكهربائية ولفترة طويلة توصم بأنها بطيئة وغير ملهمة وغير عملية وذات مدى محدود للغاية.

وعلى الرغم من أن الطرازات الجديدة مثل “نيسان ليف” بدأت في اكتساب شعبية كبيرة، إلا أنها لم تحقق تأثيراً كبيراً في السوق الأوسع نطاقاً.

كان الموديل “إس” قوياً ويتمتع بأداء السيارات الرياضية، إذ يمكنه قطع مسافة تصل إلى 265 ميلاً بالشحنة الواحدة. لم تكن السيارة رخيصة الثمن، حيث بدأ سعرها من 57 ألف دولار (47 ألف جنيه إسترليني) في الولايات المتحدة للنسخة الأقل أداء، ولكنها بالتأكيد حققت نقلة ما.

ومنذ ذلك الحين، أطلقت تسلا أربعة طرازات أخرى، بما في ذلك موديل X SUV، والموديل 3 “ذات الأسعار المعقولة”، والموديل Y وسيارة سايبر تراك.

وتمتلك تسلا الآن مصانع ضخمة لتصنيع السيارات في شنغهاي وبرلين، بالإضافة إلى منشأتها الأصلية في فريمونت بكاليفورنيا، وعدد من المواقع الأمريكية الأخرى.

وفي العام الماضي، قامت الشركة بتسليم 1.8 مليون سيارة، مما يشير إلى أنها رسخت مكانتها بقوة كشركة مصنعة في السوق العالمي.

ولكن وفقاً للبروفيسور بيتر ويلز، مدير مركز أبحاث صناعة السيارات في جامعة كارديف، فإن هذا جزء من المشكلة، يقول ويلز: “عندما ظهرت شركة تسلا لأول مرة، كان لديها منتج جديد مثير، ورئيس تنفيذي يتمتع بشخصية كاريزمية، وكانت الشركة رائدة حقاً”.

أما الآن، فإن الشركة “لم تعد الرائدة الجديدة في مجال ريادة الأعمال والمُغيّرة للمفاهيم، بل أصبحت على نحو متزايد منافساً رئيسياً في الصناعة مع جميع التحديات التي تنطوي عليها عندما تواجه مجموعة متزايدة من المنافسين في نفس المساحة السوقية”.

يقول البروفيسور ويلز إن شركات أخرى، مثل شركة “نيو” الصينية، تقدم منتجات أكثر إثارة، كما تقدم شركة “بي واي دي” الصينية أداءً جيداً بأسعار أقل، ويضيف ويلز: “في الأساس، لقد لحق العالم بشركة تسلا”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.