فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ”فئران تجارب” عبر تعريضهم لدم ملوث

2024-04-23T04:15:16+03:00
2024-04-23T04:15:20+03:00
طب وصحة
saleem10023 أبريل 2024آخر تحديث : منذ أسبوعين
فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ”فئران تجارب” عبر تعريضهم لدم ملوث
رابط مختصر

م الكشف عن الحجم الحقيقي لتجارب طبية أجريت على أطفال في بريطانيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، استخدمت فيها منتجات الدم الملوثة، من خلال الوثائق التي اطلعت عليها بي بي سي نيوز.

وتكشف هذه الوثائق عن عالم سري من الاختبارات السريرية غير الآمنة التي شملت أطفالاً في المملكة المتحدة، حيث وضع الأطباء أهداف البحث كأولوية بدلاً من احتياجات المرضى.

واستمرت هذه الاختبارات على مدى أكثر من 15 عاماً، وشارك فيها مئات الأشخاص، أصيب معظمهم جراءها بالتهاب الكبد الوبائي سي وفيروس نقص المناعة البشرية.

وقال أحد المرضى الناجين لبي بي سي، إنه عومل وكأنه “فأر تجارب”، في المختبرات.

شملت التجارب أطفالاً يعانون من اضطرابات تخثر الدم، ولم توافق أسرهم في كثير من الأحيان على مشاركتهم. وتوفي غالبية الأطفال الذي كانوا مسجلّين في تلك التجارب.

وتظهر الوثائق أيضاً، أن الأطباء في مراكز الهيموفيليا (الناعور) في جميع أنحاء البلاد، استخدموا منتجات دم على الرغم من معرفتهم أنه من المحتمل أن تكون ملوثة، بسبب معاناة المتبرعين بها من أمراض وفيروسات.

وكان النقص في منتجات الدم في المملكة المتحدة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي قد أدى إلى استيرادها من الولايات المتحدة. وقدم المتبرعون الذين ينتمون لفئات معرضة أكثر من غيرها أن تعاني من أمراض، مثل السجناء ومدمني المخدرات، البلازما من دمهم، للاختبارات. ومن المعروف أن هذه الفئة من الممكن أن تكون مصابة بفيروسات قاتلة بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي سي، الذي يهاجم الكبد مما يؤدي إلى تليف الكبد والسرطان، وفيروس نقص المناعة البشرية.

وكان يُنظر إلى أحد منتجات الدم، المعروف باسم العامل الثامن، على أنه فعال للغاية في وقف النزيف، ولكنه معروف أيضاً على نطاق واسع بأنه يكون ملوثاً بالفيروسات.

ويجري تحقيق عام في الفضيحة. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي بشأنها في شهر مايو/أيار.

عاني لوك أوشي فيليبس، 42 عاماً، من حالة طفيفة من الهيموفيليا، وهو اضطراب في تخثر الدم، مما يجعله يصاب بالكدمات وينزف بسهولة أكبر من غيره.

وأصيب بالتهاب الكبد سي، العدوى الفيروسية التي قد تكون قاتلة، أثناء علاجه في مستشفى ميدلسكس، في وسط لندن، بعد إصابته بجرح طفيف في فمه، عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، في عام 1985.

وتشير الوثائق التي اطلعت عليها بي بي سي، إلى أعطي منتج الدم عمداً، وكان طبيبه يعلم أنه ربما يكون ملوثاً، بهدف تسجيله في تجربة سريرية.

أراد الطبيب معرفة مدى احتمالية الإصابة بالمرض، بعد التعرض لنسخة جديدة من العامل الثامن المعالج بالحرارة. وعلى الرغم من أنه لم يسبق للوك الخضوع لعلاج من الهيموفيليا قبل تلك الحادثة، أعطي علاج العامل الثامن المعالج بالحرارة لوقف نزيف فمه.

استخدمت رسالة من طبيب لوك، صموئيل ماشين، إلى خبير آخر في الهيموفيليا، كدليل على التحقيق العام في فضيحة الدم الملوث.

وكتب الدكتور ماشين في رسالته إلى بيتر كيرنوف، الطبيب في المستشفى الملكي المجاني بلندن، بالتفصيل عن علاج لوك وصبي آخر، متسائلاً: “آمل أن يكونا مناسبين لتجربتك المعالجة بالحرارة”.

وكان الدكتور كيرنوف دعا قبل أشهر زملاءه الأطباء في هذا المجال، لتحديد المرضى المناسبين للتجارب السريرية. وقال على وجه التحديد، إنه يجب أن يكونوا “مرضى لم يتم علاجهم من قبل”، والمعروفين باسم “PUPs” في المجتمع الطبي.

كما أُطلق عليهم لقب “المصابين العذارى بالهيموفيليا” (لم يتم علاجهم من قبل)، وهو مصطلح كتبه الدكتور ماشين في سجل لوك الطبي.

تحقيقات في أكبر فضيحة علاج لهيئة التأمين الصحي البريطانية

قصة فضيحة عملية تحديد النسل في غرينلاند من قبل الدنمارك

تسجيل عشرات آلاف حوادث الإساءة أو العنف الجنسي في منشآت التأمين الصحي البريطاني خلال 5 سنوات

وقال لوك لبي بي سي: “كنت فأر اختبار في التجارب السريرية التي كان من الممكن أن تقتلني”. وأضاف: “لا توجد طريقة أخرى لتفسير ذلك، لقد تم تغيير علاجي حتى أتمكن من التسجيل في التجارب السريرية. وهذا التغيير في الدواء أصابني بمرض قاتل، التهاب الكبد الوبائي سي، ومع ذلك لم يخبروا والدتي مطلقاً”.

وأضاف: “بالنسبة للأوساط العلمية، كان من المفيد جداً أن يجدوا مصابين عذارى بالهيموفيليا. كنا أشبه بطبق زجاجي نضيف (طبق يستخدم في المختبرات) لفهم العلم من خلاله، كنت بلا شك جزءاً من ذلك”.

في السنوات التالية، عندما وصلت التجربة الطبية إلى نتائجها، أجرى لوك العديد من اختبارات الدم. وقال الأطباء إنهم كانوا يراقبونه، وكانت والدته، شيلاغ أوشيه، ممتنة لذلك في ذلك الوقت.

في النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في عام 1987، خلص الدكتور كيرنوف والدكتور ماشين إلى أن المعالجة الحرارية لها “تأثير ضئيل أو معدوم” في تقليل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي.

لقد توفي كل من الدكتور كيرنوف والدكتور ماشين الآن.

قبل وفاته، قدم الدكتور ماشين أدلة للتحقيق العام، أكد فيها أن لوك كان قد تم تجنيده في دراسة الدكتور كيرنوف.

ونفى أن يكون ذلك قد حصل دون علم والدة لوك. وقال الدكتور ماشين: “كانت قد تمت مناقشة والدته بذلك، على الرغم من أنني أقر بأن معايير الموافقة في الثمانينيات كانت مختلفة تماماً عمّا هي عليه الآن”.

ومع ذلك، قالت السيدة أوشيه للتحقيق، إنها “لم يتم إخبارها على الإطلاق” عن التجربة العملية. وأضافت: “مع طفل بريء يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، لم أكن لأفكر في مثل هذا الإجراء. لم أكن لأسمح لطفلي أبداً بأن يكون جزءاً من التجربة – أبداً”.

وتكشف الوثائق أن الأطباء كانوا يعرفون أن لوك قد أصيب بالتهاب الكبد الوبائي سي في وقت مبكر من عام 1993، ولكن لم يتم إخباره بذلك حتى عام 1997. وتذكر السجلات الطبية نتيجة اختبار إيجابية وتقول إن الأمر: “لم يناقش مع المريض أو العائلة”.

شفي لوك الآن من العدوى بعد نجاح علاج خضع له.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.